هذا السيناريو الجديد جاء بعد الكشف عن شبكة تجسس اسرائيلية في لبنان كانت تعمل لصالح الموساد حيث ان عملية الكشف عن هذه الشبكة تعتبر اكبر نكسة استخباراتية تعرض لها الموساد طيلة العقود الماضية.
هذه الشبكة التي كانت لها صلة مع احزاب معينة في لبنان خططت لاغتيال بعض الشخصيات الوطنية والاسلامية بغية إثارة فتنة طائفية جديدة في هذا البلد.
وترك الكشف عن شبكة التجسس هذه اثرا سلبيا على بعض الاحزاب في لبنان ووضعها في موضع حرج سيما وان لبنان على اعتاب خوض انتخابات نيابية حساسة.
وهذه العملية التي اسفرت عن إلقاء القبض على عملاء للموساد، دفعت الادارة الاميركية الى التدخل بشكل مباشر في اوضاع لبنان الداخلية للتأثير على مجرى الانتخابات عسى ولعلها ان تجعل كفة الانتخابات تميل لصالح جهات معينة في لبنان.
فالزيارة التي قام بها نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن الى لبنان واجتماعه بقادة تيار 14 آذار كشفت عن النوايا الخبيثة التي تضمرها اميركا ضد الشعب اللبناني.
وكما هو معروف فإن جوزيف بايدن يعتبر من رواد نظرية الانقلابات المخملية وأحد الشخصيات الاميركية الاكثر التصاقا باللوبي الصهيوني "ايباك" حيث كرس جل حياته للدفاع عن الكيان الصهيوني.
فهذا الرجل جاء الى بيروت على عجل لتخويف الشعب اللبناني من عواقب فوز تيار الثامن من آذار في الانتخابات النيابية.
فنائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن لوح خلال مؤتمره الصحفي في بيروت ان اي حكومة قادمة في لبنان لا تساير سياسات اميركا واسرائيل سوف تواجه عقوبات اقتصادية وسيكون مصيرها الفشل.
كما ألمح بايدن خلال زيارته الى بيروت الى ان اميركا سوف تعرقل اداء اي حكومة لبنانية تميل الى المقاومة ولن تتعامل معها.
كما تمخض عن اجتماع قادة تيار الرابع عشر من آذار مع بايدن، قرار يقول انه في حال فوز تيار الثامن من آذار في الانتخابات النيابية والذي سوف تنبثق عنه الحكومة القادمة فالادارة الاميركية تقوم مع حلفائها العرب في المنطقة بسلسلة من الاجراءات لعزلها عن محيطها العربي.
ومن خلال هذه الزيارة التي قام بها النائب الرئيس الاميركي الى بيروت تبين ان اميركا تسعى لإرغام الحكومة اللبنانية على توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الى الابد لمنعهم من العودة الى وطنهم الام وهذا ما رفضه الرئيس اللبناني ميشال سليمان بشكل قاطع.
وعلى اعتاب الانتخابات النيابية وبموازاة تلك التحركات بدأت الاتهامات تنهال من جديد على حزب الله الذي يتمتع بمكانة شعبية هائلة في لبنان.
فالسيناريو الاخير الذي يشبه الى حد بعيد الافلام الهندية يقول ان مجلة دير شبيغل الالمانية كشفت مؤخرا بأن حزب الله هو الذي قام باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
فهذه المجلة لم تكشف عن تفاصيل العملية وكيفية حصولها على هذه المعلومة وما هي المصادر والوثائق التي استندت اليها.
فالشعب اللبناني يدرك اكثر من غيره ان المرحوم رفيق الحريري ومن بين كل رؤساء الحكومات اللبنانية المتعاقبة كان اكثر صلة بالمقاومة اللبنانية وهو الذي دافع بجدية عن ضرورة بقاء المقاومة حتى إزالة الخطر الاسرائيلي عن لبنان.
فمع اغتيال رفيق الحريري فقدت المقاومة سندا قويا وشخصية بارزة قدمت كل الدعم المعنوي والسياسي الى هذه المقاومة ومن هذا المنطلق فان حزب الله كان اكثر المؤسسات الخاسرة جراء اغتيال الحريري.
فإذن هذا السيناريو الجديد اي تقرير مجلة دير شبيغل وهي مجلة مقربة من اللوبي اليهودي في المانيا , يعتبر من صنع الموساد لجر المحكمة الدولية المعنية بملف اغتيال الحريري الى دخول متاهات جديدة تبعد المحققين الدوليين عن مسار كشف الحقيقة.
فمما لاشك فيه ان الساحة اللبنانية ومن الآن فصاعدا سوف تشهد تحركات اقليمية ودولية جديدة للتأثير على مجرى الانتخابات وترجيح الكفة لصالح مجموعة 14 مارس.
وقد بدأت هذه التحركات من القاهرة حينما اتهم النظام المصري حزب الله بمحاولات لزعزعة الامن في مصر ومن ثمة تدخل النظام السعودي بشكل مباشر في المسرح السياسي اللبناني وقيام هذا النظام بدفع اموال طائلة لصالح تيارات معينة وانتهاء بتقرير صحيفة دير شبيغل المشبوه.
هذه المحاولات لم تحد من مكانة حزب الله وشعبيته بل سيحدث عكس ذلك لان الشعب اللبناني الابي لا ينخدع بالتقارير الملفقة ولا يتعامل بجدية مع مثل هذه التقارير، وفي يوم السابع عشر من حزيران سيرد الشعب اللبناني على هذه المؤامرات من خلال التصويت لصالح المقاومة.
حسن هاني زاده - خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء
سيناريو جديد على نمط الافلام الهندية بدأ يطرح ضد حزب الله من خلال تلفيق تهمة جديدة ضد المقاومة الاسلامية بتورطها في اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري.
رمز الخبر 884866
تعليقك